wrapper

السبت 27 أبريل 2024

مختصرات :

ـ هدى حجاجى | مصر 

 

أخيرا ..وبعد ثمانية عشرة عاما يمكننى أن أتنفس بحرية ...يمكننى أن أجمع أصداف البحر لأهمس لكل واحدة عما يجول بخاطرى ولماذا ...أهمس لا أنتهى زمن الهمس سأعلنها للجميع سأمزق بها صمت سنيني ...أخيرا تحررت منك ...حرة أنا أفعل ما يحلو لي بعيدا عن سجن أهدابك وقضبان ضلوعك  وأسلاكي الشائكة اللأمرئية ...عندما سألنى عامل الاستقبال بالفندق لم أصدق نفسى وأنا أمليه أسمى

 

أسمي أنا وحدى بدون هليمانك وسلطانك ...كنت أقول له (مدام مختار) ...مازال لسانى يخوننى ..يخون أحلامي كلها ..رفعت رأسى وأنا أقول له وأنا أخرج بطاقتى (ناهد سيف الدين) أخيرا عدت أنا بدونك أقود سيارتى وحدى الفندق أختاره بنفسب وأقيم فيه بمفردى حتى ورقة الحساب آطالعها بمفردى وأدفعها وأقتربت الشمس من المغيب أزيح الستائر الحريرية عن زجاج النافذة ..يالها من لوحة رائعة الشمس تلقي بنفسها فى أحضان بحر يفتح لها ذراعيه ....لقاء أسمع (خربشته) وكأنها على جدار آيامى نفس المشهد كنت أراه وأنا معك الآن يختلف ...الآن يعطى معانى آخرى ...حتى نسمات أغسطس اختلفت مذاق الحياة فى فمى تغير كثيرا ..شىء واحد لم يتغير ..لهفتى علي أبنتنا (نورهان) ....

زواج نورهان حسم الأمر، وجعلنى أقدم على قرار الطلاق بسهولة.

أخيرا، وبعد ثمانية عشر عاما يمكننى أن أنعتق. أن أتنفس بحرية. أن أتحرر من هيلمانك وسلطانكلم يكن بوسعى أن أرفضك حين تقدمت طالبا يدى. طبيب شاب لا غبار عليه. لم أكن أستطيع أن أقول إننى أريد أن أتم تعليمى وأحقق ذاتى. بعدها تحركت نورهان فى أحشائى. مسؤولية البيت لم تكن ثقيلة. زوجى يوفر لنا كل شىء: الخادم والطاهى والسائق.. لا شىء يشغلنى إلا ابنتى. فى البدء كنت أقدر له إحساسه بالمسؤولية فهو الذى يمسك زمام الأمور. نزهة الصيف هو الذى يقررها.. مدرسة ابنتنا.. كنت فى البداية أقدر له هذه التصرفات. لكننى بمرور الوقت أصبحت أضيق بحياتى. لقد تحولت إلى تابع له، كيان لا يمكنه التصرف بمعزل عنه.

من أجل نورهان تحملت كل شىء. هى المجال الوحيد الذى جعلنى أشعر أن حياتى لم تضع هباء. لا أنكر أننى حزنت لقرار زواجها المبكر. أردت أن أجنبها مرارة تجربتى. أردت أن تتم تعليمها وتختبر الحياة قبل أن تلقى بنفسها فى دوامة الزواج والأبناء. لكنها صممت. وهكذا ذهبت. وهكذا انتزعت الطلاق بعد ذهابها. صممت على النجاح. ومكتب الديكور الذى افتتحته بدأ يعمل بشكل يدعو للتفاؤل.

***

قابلته حين أقمت فى أحد الفنادق. شعرت به يحاول جذب انتباهى. جاءنى وبكل جرأة يطلب مشاركتى فى مائدة الغداء. أحرجنى فلم أستطع الرفض. بعدها انكسر الحاجز. لم نعد نفترق سوى ساعة النوم فقط.

انبهرت بشخصيته. كان بالضبط كما أريد. فشل زواجه لأن زوجته كانت تريد أن تصبح نسخة منه. يا لسعادتى. أخيرا وجدت الرجل الذى لن يجعلنى مجرد تابعة له. ولأن أعمالنا متقاربة فقد ساعد هذا على كثرة لقاءاتنا، فهو مهندس وأنا فى مجال الديكور. كل منا يكمل الآخر. أسعدنى أنه لا يحاول أن يجعل منى شخصية مكررة منه، إنه يتركنى أقود سيارته وهو يجلس بجانبى. قررنا الارتباط. كنت منهمكة فى إعداد عش الزوجية الذى وقع على عبئها بالكامل. حتى اختيار الأثاث تركه لذوقى. كنت سعيدة بأسلوبه معه، حتى حدث ذلك الموقف التالى:

***

عندما حضر من عمله وما زال العمال ينهون أعمالهم وقتها تضايق بشدة لأنه يريد أن يرتاح. انتابنى القلق للحظات. لماذا يثور وهو لن يفعل أكثر من أن يذهب إلى حجرته ويغلق بابها؟ فهل هو مرهق حقا أم أنانى؟ الأقدار رتبت الإجابة. احتاج العامل بعض المواد التى لا بد من إحضارها فى السيارة. رفض أن يصحبه وأصر أن أذهب أنا! لحظتها راجعت فى عقلى كل تصرفاته. هل اندفعت فى تقديرى له؟ هل كان يستغل نشاطى لصالح أنانية؟ هل يريد أن يتزوج امرأة يحملها كل الأعباء ليتفرع لعمله وراحته؟ أهذا الذى تركت زوجى السابق لأجله؟ أتذكر الآن أنه كان يحثنى على استكمال تعليمى. أتذكر أنه كان يحاول أن يرعى نورهان، وأن يحضر لها مربية ولكننى رفضتهو لم يجعلنى تابعة له ولكننى أردت هذا.

***

أسبوع كامل وأنا أتصرف كالمراهقين. أدور حول بيتى القديم بسيارتي. أدير رقم الهاتف فيجيبنى صوته ولا أرد. أستعيد حياتى القديمة معه. كم كان رجلا رائعا. كيف أضعته من يدىكالعادة أدير رقم الهاتف، لكن صوته يأتينى هذه المرة محملا بالحنين: «وحشتينى يا مجنونة.

ــــ

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link:  https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

 

 

آخر تعديل على الخميس, 17 كانون2/يناير 2019

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :